dimanche 28 janvier 2007

الحب في الله


هذا الوئام يأتي من لين المؤمنين بعضهم لبعض وتراحمهم. قال الله تعالى يصفهم: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم[1].
ومن التحاب في الله واللين للمؤمنين يبدأ التأليف. قال الله تعالى يخاطب رسوله المصطفى: فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.
[2]
ومن التحاب في الله واللين للمؤمنين تتألف عناصر القوة الجهادية، وعناصر الدفع في وجه العدو. قال تعالى: أشداء على الكفار رحماء بينهم. ما قدروا على تلك الشدة إلا بوجود هذه الرحمة.
وقال عز وجل من قائل : يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
[3]. الذلة السهولة واللين. وجهاد الكافرين بصلابة من لا يخاف في الله لومة لائم إنما يتأتى لمن أسند ظهره لله ولإخوته في الله.
الإيمان والتقوى في القلب منبعهما، والحب في الله في القلب منبته. فتربية القلوب على محبة الله ورسوله والمؤمنين أول خيط في حبل الله المتين. وقد جعلنا حب الله ورسوله وحب المؤمنين أهم شعب الإيمان المندمجة تحت الخصلة الأولى: الصحبة والجماعة.
فلا جماعة إلا بتحاب في الله وصحبة فيه. وإن شر ما يفرق جماعات المسلمين غفلتهم عن الله حتى ينسوه فينسيهم أنفسهم، فتقسو القلوب من ترك ذكر الله. وتتمثل هذه القسوة في تباغض المسلمين فلا جماعة ولا إيمان.
دستور الأخوة في الله وبرنامجها العملي في قول الله عز وجل، كما أخبر عنه خليله صلى الله عليه وسلم، قال: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، المتحابون في على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء، رواه الإمام أحمد والطبراني والحاكم وهو حديث صحيح عن عبادة بن الصامت.
قال الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة
[4]. فرباط الأخوة والتحاب في الله هو الطاقة التي لا تغلب. لكن الأخوة في الله لا تعرف حدود القطر واللغة، ولا تستقيم مع الائتماءات الجزئية لجماعة من المسلمين دون جماعة. فإذا تحدثنا عن تنظيم قطري فليس ذلك لنحصر الأخوة في فئة دون فئة، لكن لنصرف الطاقات الأخوية في قنوات موجهة للمهمات المرحلية ريثما يتم تحرير أقطار الإسلام. فناظمة الأخوة في الله والحب في الله تسلك جميع المؤمنين على وجه الأرض في سلك الذين أنعم الله عليهم فأعطاهم منابر النور والمكان المغبوط عليه. تبقى الناظمتان الأخريان، تخص كتائب من جند الله دون كتائب إلى يوم الخلافة الموعود إن شاء الله.
ألا وإن الرئاسة تذهب التقوى وتخرب الأخوة. فلين المحبة بين المؤمنين مهما كانت المكانة شرط ليكون التنظيم إسلاميا وليكون المؤمنون إخوة حقا وفعلا لا قولا وادعاء.
قال الله تعالى يأمر رسوله ويأمرنا بعد أن ذكر منته عليه: فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر
[5].
عند الانتقال من الناظمة الأخوية إلى الناظمة الشورية لا بد من إلحاح أخير على تغليب المحبة وتسبيقها. اعف عنهم حتى يأنسوا بعطفك، واستغفر لهم حتى يعملوا أنك تحمل همهم أمام الله، ثم بعد ذلك شاورهم لتكون شوراكم تفاهما أخويا لا جدلا ومواجهة بين الآراء الجافة .الأمير والمأمور سواسية في الحاجة لمن يحب ويعفو ويستغفر، وفي الحاجة لمن ينصح ويشير.
[1] الفتح، 29
[2] آل عمران، 159.
[3] المائدة، 54.
[4] الحجرات، 10
[5] آل عمران، 159

Aucun commentaire: